قصة بنت العالم مع الإرهاب
الاحد, 10 سبتمبر, 2006
هذه هي القصة
بنت العالم ورجاء السلام
حبيبتي يا بنت العالم من مصر قاهرة الظالم
آه يا قلبي فآهاتي أنزفها منذ سنوات حين حدث تفجيرا إرهابيا في أوائل التسعينات بالقاهرة بالقرب من إحدى المدارس الابتدائية كانت ضحيتها الطفلة شيماء وغيرها شاهدت مناظر الدم التي ذكرتني بلقطات مذبحة بحر البقر من الاحتلال الإسرائيلي حين قصف بالطيران مدرسة بحر البقر وكنت أرى أحذية الأطفال تتناثر على الأرض بالضبط يا إخواني كما كان في قانا كان في بحر البقر مع الفرق أن بحر البقر كانت أطفالا فقط، والعدو محتل أما الحادث الإرهابي قتل الشيماء ولا فرق بينه وبين الاحتلال عندي لا فرق بين قاتل الشيماء وقاتل الدرة في فلسطين بل الوضع أصعب لأن الإرهاب هنا يشوه الإسلام بسماحته ولكن في الحقيقة أنه لا ينتمي إلى عقيدة فهو فاقد للصواب وللعقل، وقتها أعدت الأم متطلبات المدرسة لابنتها، وذهبت الصغيرة متفتحة وزهرة لمستقبل واعد يوم عادي في مصر أم القاهرة فرحت فيه الأم بأحضان وقبلات طفلتها مثلنا جميعا وودعتها إلى المدرسة لكنها لم تكن تدرك انه الوداع الأخير وان طلقة قاتلة قد تطلق في قلب القاهرة، حيث بعد ساعات قليلة تنقل شاشات التليفزيون على الهواء مباشرة طفلة ما هي إلا أشلاء الدماء تغرق الأثاث المدرسي والكراسات ملطخة بالدماء الذعر بين الأطفال وتتعالى الصرخات وتنتشر الفوضى، يا إلهي ما هذا أهذا الفاعل مثلنا يشعر ويتنفس وله دين أيا كان ؟؟؟!!! ووقتها عرفت ماذا حدث في بحر البقر التي لم أعاصرها وكنت أتساءل يا ترى ما هو شعور الناس وقتها ؟؟!!
وما رأيكم في بنات لا زلن أطفالا صغارا شعرن وكأنه زلزال مثلا!!!
لشدة الحدث وفظاعته والحالة النفسية لباقي أطفال المدرسة يا إلهي أهذا هو الإسلام في نظرهم ألهذا الحد؟؟؟!! أتحجرت قلوبهم كيف يحرقون بشرا بالنار ولا يعذب بالنار إلا رب النار أليس هذا بتعد على حدود الله؟؟
من نصبهم آلهة يقتلوننا وقتما يشاءون أطفالا كنا أو شبابا وشيوخا من ومن ومن ؟؟
وذهبت عدسات التليفزيون إلى منزل الطفلة والتقت بوالدها لينهار الرجل ويقول ماذا فعلت ابنتي وما ذنبها أن تقتل وهو يبكي ويئن وكأن الكلام قد توقف في حلقه فقد كانت ابنته أغلى عنده من كنوز الدنيا وسألوه عن الإرهاب فظل يستفسر قولوا لي ماذا فعلت شيماء لتموت حرقا بالمتفجرات أما الأم فكانت منتهية لم تتحمل الظهور للكاميرات إلا بعد فترة لتنهار وتقول قولوا لي ما ذنب ابنتي الذي أعطاكم الحق بإصدار فتوى قتلها ؟!!! مخاطبة الإرهاب وتم تشييع جنازة الشيماء لتتناقلها شاشات العالم وسط مظاهرة غاضبة من الشعب والحكومة معا وهاتافات تتعالى الله أكبر الله اكبر ولا لا للإرهاب – يسقط الإرهاب لا لا -لا للإرهاب ولكن يا ترى ماذا عن تفجيرات الأزهر وضحاياها التي كانت منذ فترة غير بعيدة، وماذا عن شرم الشيخ وماذا عن لندن وماذا عن العراق وماذا عن لبنان وماذا عن الدول الداعمة للإرهاب ألا تضرب بيده يوما ألا تتكرر شيماء ألف - ألف مليون شيماء على مستوى العالم حبيبتي يا بنت العالم
ألا يحميك قانون الإنسانية التي كرمها الله بالعقل ألا ترحمك يا بنت العالم الدول الداعمة والمصدرة للإرهاب
ويحك يا أم بنت العالم ألا تخافين يوما الانفجار ألا تغرسين في أطفالك حب السلام
وإلى كل شاب هو أداة في يد الراعين للإرهاب ألا تجلس مع نفسك أتشعر بقيمة أنك إنسان أقتل أطفال وشيوخا يعطيك الأمان
فبعد الإيمان بالسلام لا يوجد كلام
يا بنت العالم لك رب السلام
محاسن محمد
قصر ثقفة الزقازيق